بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين:
يعيش اغلب الناس هوس حب الدنيا والتعلق بها لحد الجنون والابتعاد عن العبادات والقيم والاخلاق التي فطرت عليها الطبيعة الانسانية من حب واخاء ومساعدة للاخرين والابتعاد عن الاخلاق السيئة من كذب وسرقة وغش وخيانة
ليس ذلك فقط بل انهم يسوقون لهذه الاخلاق السيئة من خلال معاملاتهم مع الاخرين على تلك الاسس والاخلاق السيئة او دفاعهم عن تلك القيم مما ادى الى نشوء بعض العبارات التسويقية لمثل هذه التصرفات والاخلاق مثل جملة: حلال على الشاطر؟او عسكري دبر راسك؟ او الغاية تبرر الوسيلة
وهذه الجمل تعني ان الانسان المهم ان يدبر امره وليس مهما ان يكون بالطرق الحلال او المحافظة على الاخلاق او القيم الجيدة او الطرق السليمة للوصول وانما عندهم الطريقة لا لاتهم سواء كانت نصبا او احتيالا او كذبا او سرقة او غيرها من الطرق الاخرى
المهووسون بالدنيا يستعجلون بالوصول الى المراتب باي طريقة كانت دون النظر الى استحقاقهم لها ام لا
المهووسون بالدنيا يدفعهم حب المال للسير فوق جثث وقيم الاخرين للحصول على ما يريدون
المهووسون بالدنيا يشعرون بان العبادة لا تقدم لهم اي شئ وانما السير في ركب الاخرين هو الذي يحقق لهم
المهووسون بالدنيا يقلقلون ويخافون من اي شئ في الحياة ويسعون الى جمع المزيد من الاموال بكل الطرق والوسائل سواء كانت عن طرق الغش والاحتيال والاختلاس وفي ظنهم ان ذلك يحميهم من الزمن وكانهم مخلدون في هذه الحياة ويتناسون ان هناك حياة اخرى سيقفون اما الواحد الجبار
لا تزول قدما عبد حتى يسال ماله مما اكتسبه واين انفقه؟
المهووسون بالدنيا وحبها جاهزون دائما لاتهام والنيل من اخلاق الاخرين الاكثر نبلا وطهارة حتى يشعروا بالرضاء عن انفسهم
المهووسون بالدنيا بدون كرامة ولا عزة نفس وانما الذي يسيرهم هو مصالحهم الشخصية فقط
الهووسون بالدنيا يريدون ان تظهر نتائج عباداتهم مباشرة ويقبضوا الثمن عليها عاجلا غير اجل وهم يتناسون بان الله تعالى لا ينظر الى اعمالهم وصورهم واجسادهم وانما ينظر الى قلوبهم وما تحتويه من مشاعر وافكار واحاسيس
المهووسون بالدنيا يعتقدون دائما بانهم افضل الناس وان لهم الاحقية دائما في كل شئ وينسون اعمالهم السيئة وينسون ان باب التوبة مفتوح ليعودوا الى جادة الصواب وليعيدوا الحقوق الى اصحابها
الكثيرين يجمعون الاموال ويجترحون السيئات وبعد سنين طويلة يعودون ليتوبوا الى الله تعالى ويتنعمون بما جمعوه من اموال وكان كل شئ عملوه قد مضى واصبحت الاموال التي اكتسبوها بالغش والمغافلة والاختلاس وغيرها من الطرق اصبحت لهم؟؟
يا ابن ادم ؟
مهما تبت وتبت الى الله تعالى فانه لا بد من اعادة الحقوق الى اصحابها وتلك الاموال التي جمعتها لا تصبح ملكا لك وانما هي ملك لاصحابها فان تصدقت بها فان الاجر لاصحابها والذنب عليك انت لانك تتصرف في اموال ليست لك وان ورثها ابنائك وتصرفوا بها فان الاجر لاصحابها والذنب عليك انت ؟ وانت اكلت بها فان الاجر لاصحابها والذنب عليك انت لانك تاكل نارا في بطنط وان حججت بها الى بيت الله فان الاجر لاصحابها وعليك الذنب لانها اموال غيرك وانت تصرفت بها وتبقى هذه الاموال في رقبتك كل من يتصرف بها الذنب عليك انت دائما؟؟
المهووسون بالدنيا يرون ان العبادات لا تتناسب وضغوطات الحياة التي نعيشها وانما هي تقيدهم عن مواكبة الحياة وتطوراتها؟
المهووسون بالدنيا يرون بان كل شئ عبث في عبث في عبث وينسون ان الله تعالى يجعل اعمالهم هباءا منثورا
المهووسون بالدنيا يغشون ويكذبون ويخونون الامانات وهم يحسبون انهم بمفازة من العذاب في الاخرة ؟
اللهم ردنا الى دينك ردا جميلا وانزع حب الدنيا من قلوبنا الا في عمل يقربنا اليك يا ارحم الراحمين