بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و بعد
رايت ان انقل هنا موضوع فتوى سئل عنها الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى و هي تتعلق ببض الامور و الضوابط التي يمكن ان يعرف بها الراقي الصادق
و اليكم الفتوى.
ماهر الضابط لمعرفة القارىء الذي هو سليمٌ من أعمال السحر والشعوذة علماً بأنه كثُر في هذا الزمان القُراء وبعضهم يقرأ في خزان كبير للماء ويوزعه على المرضى حينما يأتون إليه وبعضهم يبيع الماء وغيره بأسعار غريبة مثل أن يبيع قارورة الماء الصحة بعشرين أو خمس وعشرين ريال أو غيرها وبعضهم كذلك يجمع النساء في غرفة والرجال في غرفة ثم يقرأ بالمكبر ثم يقول هذا فيه عين ، هذا فيه جن ، هذا فيه سحر وغير ذلك من الأمور . فما توجيه سماحتكم حول ذلك ؟
علامات الرجل الصالح والمرأة الصالحة للقراءة أ ن يعتني بالأذكار الشرعية وأن يُعلِّم الأذكار والدعوات الشرعية وأن يرشد الناس إلى طاعة الله ورسوله وأن يحذرهم من المعاصي وأن يأمرهم بالأوراد الشرعية ، وسمعتم بعض العلامات التي تدل على أن الرجل من الكهنة والسحرة وهو يسأل عن أشياء وقعت كذا ، أنه يُخبر الإنسان أنه وقع كذا ويسأل يقول من أمك ويسأله عن أشياء يزعم أنها وقعت له وأنه عنده خبرٌ منها هذه من علامات أنه كاهنٌ مشعوذ لا خير فيه وأما قراءته إذا جمع المرضى هذا لا نجد له أصلاً ، إذا كان مريضاً يقرأ وينفث على محل المرض هذه هي القراءة الصحيحة ، وإذا كان اثنين أو جميعاً ينفث على هذا وعلى هذا وعلى محل المرض فلا بأس لذلك ، أما أنه ينفث في الهواء ويقول هذا يكفي لا أعلم له أصلاً ، هذا من خُرافات بعض القراء كذلك يقرأ في الخزان للماء هذا لا أصل له ، القراءة على المريض أو على ماءٍ خاص بالمريض ويقرأ في إناءٍ خاص به ، مريض أو مريضين أو ثلاث يقرأ في إناءٍ خاصٍ بهم ، أما يقرأ في الخزان لكل من هبَّ ودبّ هذا ما نجد له أصل بل يقرأ في ماءٍ خاصٍ لفلان وفلان إذا طلبوا منه ذلك لابأس ، ومن علامات أنه لاخير فيه انحرافه في دينه وعدم الاستقامة في دينه وعدم محافظته على الصلوات الخمس وعدم حثه المريض على طاعة الله ورسوله والاستقامة على دين الله والحذر من مصاحبة الأشرار ، علامات الأخيار كثيرة وعلامات الأشرار كثيرة ، كذلك من علامات خبثه إذا طلب الخلوة بالمرأة وأن يقرأ عليها لوحدها هذه من علامات الخبث والشر فالواجب على المريض أن يحذر وأن يكون على بينة وأن يعرف ما يصدر من القارىء حتى يعرف بذلك أنه طيب أو خبيث والعلامات لا تخفى متى تأمل المريض عرف العلامات الدالة على طيب الرجل أو المرأة أو على خبثهما ، من تصرفهما ومن ما يطلبانه من المريض ، نسأل الله السلامة وأن يهدي الله قراءنا ويوفقهم للخير وأن يُيسر للمسلمين القراء الطيبين والقارئات الطيبات الملتزمات بالشرع ، نسأل الله أن يهدي الجميع ، كذلك ينبغي للقارىء أن يتقي الله وأن يرفق بالناس في بيع الماء والأجرة على المريض ، ينبغي أن يتسامح في الأشياء ويرضى بالشيء القليل الذي ينفعه ولا يضر المريض أُوصي إخواني القراء الطيبين أن يتواضعوا وأن يرفقوا بالناس وأن يجتهدوا بالأسعار الخفيفة القليلة ولهم في ذلك الخير والأجر العظيم والبركة ، قليلٌ مع البركة خيرٌ من كثيرٌ مع الإضرار بالناس ، نسأل الله أن يُوفقهم وأن يعينهم على كل خير