البتول
عدد المساهمات : 24 نقاط : 47 تاريخ التسجيل : 23/04/2009
| موضوع: مشكلة بين العلماء الإثنين 18 مايو 2009, 06:36 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا من المعروف أن نسل الرسول صلى الله عليه وسلم مطهر من المشركين فكيف يتأتى أن يكون والد إبراهيم هو "آزر" الذي ينتهي إليه النسب الشريف ؟ هناك مشكلة بين العلماء حول قوله تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة ) - الأنعام : 74 - فهل أبو إبراهيم هو "آزر" أم "تارح" ؟ وإذا كان "آزر" فكيف يتفق مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم : وما زلت أنتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ؟! فقد أخبر أنه من سلسلة نسب موحد لا يمكن أن يكون للشرك فيه مجال . والحق يقول : ( إنما المشركون نجس ) - التوبة : 28 - ولو كان "آزر" أبّا حقيقا لإبراهيم لكان من ذريته "محمد" وهذا محال , لأن النسب الشريف مطهر من جهة الآباء والأمهات من الشرك , فكيف نفسر قول الحق ( لأبيه آزر ) ؟ نأخذ اللغة واستعمالات القرآن في معنى الأبوة . والقرآن صريح في أن الأبوة كما تطلق على الأب الحقيقي تطلق على "أخو" الوالد أو عمه . والدليل أن القرآن الذي قال : ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ) - البقرة : 133 إذن فإبراهيم أب وإسماعيل أب ويعقوب أب . هؤلاء الآباء المذكورون في هذه الآية . صحيح أن إبراهيم أب , لأنه جد , ولكن إسحاق ليس أبّا , لأنه أخو يعقوب مع إسماعيل , إذن فالعم أب أيضا . وحين تُطلق كلمة الأب حتى في أعرافنا إذا جاء شخص إلى آخر وقال له أبوك موجود , انصرف هذا إلى أبيه الحقيقي دون ذكر اسمه . ولكن لو قال له : أبوك محمد , فهو يعني عمه . ولو قال الحق : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه ) - الأنعام : 74 - وسكت , يصح أن يكون المقصود هو أباه الحقيقي , ولكنه قال لأبيه آزر) تمييزا له ليخرج الأب الحقيقي من كلمة أب . ولكن لماذا يطلب الله من الرسول أن يذكر وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر) ؟ - لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء على فترة من الرسل , وجاء في الأمة المواجهة للدعوة , أمة العرب , إلا أن إبراهيم يعيش في عقائد هؤلاء القوم , فهو الذي رفع قواعد الكعبة , ولولا الكعبة لكانت قريش كسائر القبائل , فبالكعبة تحققت لقريش السيادة والمهابة والسلطان .. ينتقلون بتجارتهم شمالا وجنوبا , فلا يتعرض لهم أحد , لأن من سيتعرض لهم سيأتي في العام القادم للحج إلى الكعبة . ولذلك قلنا عندما تعرضنا لقوله تعالى : ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ) وجاءت بعدها الآيات ( لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ) إنه لو تعرض البيت للهدم في حادثة الفيل لانتهت سيادة قريش , ولكن الله حفظه لهم . لماذا ؟ ( فليعبدوا رب هذا البيت ) الذي رفع قواعده إبراهيم , وإن كانوا يعبدون الأصنام , إلا أن لهم صلة عقدية بإبراهيم , فأراد الحق أن يدخل إليهم من خلاله , ليرقق قلوبهم بشأن المسألة العقدية لمواجهة الأصنام , وإبراهيم الذي رفع قواعد البيت حارب في قومه الأصنام وكما أن لإبراهيم مكانته عند الكفار , فله مكانته أيضا عند اليهود والنصارى , فكل منهم يدّعيه لنفسه , بدليل قوله تعالى : ( أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ) - البقرة : 140 - ثم يوضح الحق لهم أن إبراهيم مسلم , وإذا كنتم تعتزون به فيجب أن تكونوا مسلمين مثله وتتبعوا محمدا ودينه الذي أحيا ملة إبراهيم , فيقول الحق : ( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين * إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ) - آل عمران : 67 : 68 ويؤكد الحق أن إبراهيم الذي له مكانة لديهم استنكر عبادة الأصنام فقال لعمه : ( أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين ) - الأنعام : 74 وكما اهتدى إبراهيم إلى أن ألأصنام ضلال , فقد أراد الحق أن يبين له أسرار ملكوته , فقال : ( وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكن من الموقنين ) - الأنعام : 75 - لهذا عندما جاء إبراهيم يتحدث عن الشركاء قال : ( فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) - الشعراء : 77 ( الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحين ) - الشعراء : 78 : 81 فإبراهيم أسند كل شيء إلى الله خالقه , وإن كانت الظواهر تدل على أن للناس دخلا في المسألة , ولكن لو سلسلت كل المسائل والظواهر لوجدتها في النهاية تصل إلى المسبب الأعلى وهو الله . ولذلك قفز إبراهيم من الحلقات الظاهرية إلى الحقيقة , عرف الحقيقة ( وإذا مرضت فهو يشفين ) - الشعراء : 80 - فالأطباء يعالجون , لكن الله هو الشافي , وهكذا عرف إبراهيم الحقيقة . ولذلك أخذ سلطانا كبيرا في العقيدة معترفا به من كل الأنبياء , لذلك قال الله عنه : ( وإبراهيم الذي وفى ) - النجم : 37 - أوفى بما أمره الله به أن يفعله . يقول الحق : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما ) - البقرة : 124 - أي اجعل من ذريتي أئمة , فقال الحق : لا ليست المسألة وراثة دم , إنما يأخذ الإمامة من يستحقها , لذا لما جاء إبراهيم وزوجه هاجر وابنهما إسماعيل في مكان صحراوي لا شيء فيه من ضرورات الحياة وهو الماء قال إبراهيم : ( رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ) - البقرة : 126 - تنبه إبراهيم إلى حكاية الإمامة التي لا ينالها من ذريته إلا من قد آمن , فدعا الله ألا يرزق أيضا إلا من قد آمن , فلم يفرق إبراهيم بين عهد الإمامة وعهد الرزق , فأوضح له الحق بأنه في مسألة الرزق يرزق الكافر أيضا , لأن الطعام من عطاءات الربوبية , إنما المناهج من عطاءات الألوهية , فهو رب كل الناس استدعاهم للوجود ويرزقهم , لأنها عطاءات الربوبية , أما من يلتحق بذات الإله لأنه إله فقط وإن أفقره ويخلص الارتباط بخالقه , فإن الله يعطيه عطاءات من أسرار كونه . ولذا يقول الحق : ( واتقوا الله ويعلمكم الله ) - البقرة : 282 - فحين تتقى تلتحم بالحق , فتكون في دائرة فيوضات الحق , ولذلك في هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر وهو في الغار للرسول : لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا - مشيرا بذلك إلى الكفار , ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يرد عليه أن هذا صحيح ظاهريا , وينقله إلى ملكوت آخر قائلا : ما بالك باثنين الله ثالثهما ؟ يعنى اطمئن لا أحد يرانا , لأننا في معية الله الذي هو ثالثنا , والله لا تدركه الأبصار , فلن تدركنا أبصار الكفار وهكذا فعالم الملكوت هو الشيء الذي يغيب عنا وراء الأسباب , ولأن إبراهيم أوفى ما أمره الله به , فقد أطلعه الله على أسرار الملكوت , وكلما يأتي له شيء جديد يتيقن , إبراهيم كان حقا من الموقنين في كل أدوار حياته , لأن الله أعلمه ما وراء مظاهر الملك والأشياء , وأراه عواقبها , مثلا لما أخذوه لطرحه في النار , طبعا الواحد في مثل هذه الظروف يريد من يمد يده إليه لينجيه , فجاء جبريل يسأل إبراهيم : أليس ليك حاجة ؟ قال : أما إليك فلا فقد علم أن النار حارقة بالذي خلقها وهو الذي يستطيع ألا يجعلها حارقة , فهذا يقين , لذالم يكن الحظ السعيد أن ينجو إبراهيم من النار , وكان من الممكن ألا يمكنهم الله منه ولكنه مكنهم منه , حتى لا يقولوا هرب منّا , وكان من الممكن أن يرسل الله مطرا يطفئ النار , ولكنه لم يفعل حتى لا يقولوا : لو لم تنطفئ النار لأحرقناه , - ولكن إبراهيم لم يهرب ولم تُطفأ النار , ليشاهد القوم الحقيقة التي عرفها إبراهيم مسبقا فكانت النار بردا وسلاما على إبراهيم وكما ابتلى إبراهيم في أول حياته بإلقائه في النار , فقد ابتلى في نهاية حياته بتعريض ابنه الوحيد للذبح , والذي لم يأته إلا بعد أن كبرت به السن , وكان من الممكن أن يأمر الله غير إبراهيم بقتل ابنه , ولكن لا , بل هو الذي يذبحه بأمر الله ووحيه , وكان من الممكن ألا يستجيب إبراهيم عندما رأى في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل , ولكنه يعلم أن رؤيا الأنبياء حق , ورضى بالقضاء فرفع عنه , لذلك لو رأيت أحدا طال عليه القضاء , فذلك لأنه لم يرض به , لأن الله لا يرفع قضاءه عن إنسان حتى يرضى به بقلبه لا بلسانه , لأن احدا لا يستطيع أن يلوي إرادة خالقه . لذلك رضي إبراهيم بقضاء ربه في ذبح أبنه إسماعيل , ولم يرو أن إسماعيل عبر عن سخطه على أبيه فيحرم من الجزاء , وإنما قال ( قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) - الصافات : 102 - لم يقل له افعل ما تريد , بل قال ( افعل ما تؤمر ) ويكمل الحق ما حدث فيقول : ( فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرءيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم ) - الصافات : 103 : 107 من كتاب الشعراوي في رحاب الكعبة / ابراهيم عبد العزيز | |
|
الشيخ+ Admin
عدد المساهمات : 181 نقاط : 283 تاريخ التسجيل : 21/04/2009
| موضوع: رد: مشكلة بين العلماء الإثنين 18 مايو 2009, 15:58 | |
| لسلام عليكم
نورتي المنتدى بهدا الموضوع الجميلا اختي البتول و اسال الله تعال ان يجل لنا و اياكم به و بما دكر فيه من انبياء و رسل بركة و مغفرة باذنه | |
|
المجروح دائما
عدد المساهمات : 67 نقاط : 85 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 العمر : 39 الموقع : www.drmanco.com http:\\chifaa.roo7.biz
| موضوع: رد: مشكلة بين العلماء الخميس 21 مايو 2009, 21:43 | |
| اختي الغاليه
دائما ما تبهرينا بمواضيعك المختاره
كما دائما ما تذكرينا بكل ما هو موجود من رسل لانبياء لايات الله عز وجل
اتمني من الله تعالي ان لايحرمنا لا منك ولا من مواضيعك
وبارك الله فيكي وعليكي وحفظك من كل شيء يؤذيكي | |
|